من كلام الصالحين عند الموت
________________________________________
لما حضرت معاذا رضى الله عنه الوفاة قال : اللهم اني قد كنت اخافك وأنا اليوم أرجوك الله غنك تعلم اني لم اكن احب الدنيا وطول البقاء لجري الانهار ولا لغرس الاشجار ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر ولم اشتد به النزع ونزع نزعا لم ينزعه احد كان كلما افاق من غمرة فتح طرفه ثم قال : ربي لا تخنقني خنقا فوعزتك انك تعلم أن قلبي يحبك
واما بلال رضي الله عنه لما حضرته الوفاة قالت إمرأته : واحزناه . فقال : بل قولي واطرباه غدا نلقى الاحبة محمدا وحزبه .
اقوالهم عند الموت
6- لما حضرت معاوية بن ابى سفيان الوفاة قال : أقعدوني ، فأقعد، فجعل يسبح الله تعالى ويذكره ثم يبكي
وقال: تذكر ربك يا معاوية بعد الهر والانحطاط ، ألا هذا وغصن الشباب نضر ريان ، وبكى حتى علا بكاؤه وقال : يا رب ارحم الشيخ العاصي ، ذا القلب القاصي ، اللهم أقل العثرة واغفر الزلة ، وعد بحلمك على من لم يرج غيرك ، ولم يثق بأحد سواك .
7- لمل حضرت عبد الملك بن مروان الوفاة نظر الى غسال يلوى ثوبا بيده ثم يضرب به المغسلة ، فقال عبد الملك
ليتني كنت غسالا آكل من كسب يدي يوما بيوم ولم أل من أمر الدنيا شيئا ، فقال رجلا : الحمد لله الذى جعلهم إذا حضرهم الموت يتمنون ما نحن فيه ، وإذا حضرنا الموت لم نتمنى ما هم فيه .
وقيل لعبد الملك بن مروان في مرضه الذي مات فيه: كيف تجدك يا امير المؤمنين ؟
قال : اجدني كما قال الله تعالى (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ) الآية
(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) ثم مات
8- ولما حضرت الوفاة لعمر بن عبد العزيز بكى ، فقيل له : ما يبكيك يا امير المؤمنين ؟ أبشر فقد أحيا الله بك سننا واظهر بك عدلا ، فبكى ثم قال : اليس اوقف فاسأل عن أمر هذا الخلق ، فو الله لو عدلت فيهم لخفت على نفسي ألا تقوم بحجتها بين يدي الله الا ان يلقنها الله حجتها .
ولما قرب وقت موته قال: أجلسوني فأجلسوه فقال : انا الذي أمرتني فقصرت ونهيتني فعصيت ثلاث مرات ولكن لا اله الا الله ثم رفع راسه فأحد النظر فقيل له في ذلك ، فقال : إني لأرى حضرة ما هم بإنس ولا جن . ثم قبض .
9- وحكي عن هارون الرشيد أنه انتقى أكفانه بيده عند الموت وكان ينظر اليها ويقول ( ما أغنى عني ماليه ..هلك عني سلطانيه) .... وكان المأمون يفرش رمادا ويضجع عليه وكان يقول : يا من لا يزول ملكه ...ارحم من قد زال مالكه..... ...........وكان المعتصم يقول عند موته : لو علمت أن عمري هكذا قصير ما فعلت ......
وكان المنتصر يضطرب على نفسه عند الموت فقيل له : لا بأس عليك يا امير المؤمنين فقال:ليس الا هذا وقد ذهبت الدنيا واقبلت الآخرة